سورة التوبة - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{ليس على الضعفاء} يعني: الزَّمنى والمشايخ والعجزى {ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله} أخلصوا أعمالهم من الغِشِّ لهما {ما على المحسنين من سبيل} من طريق بالعقابِ، لأنَّه قد سُدَّ طريقه بإحسانه {والله غفور رحيمٌ} لمَنْ كان على هذه الخصال.
{ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} نزلت في سبعة نفرٍ سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحملهم على الدَّوابِّ، فقال: {لا أجد ما أحملكم عليه} فانصرفوا باكين شوقاً إلى الجهاد، وحزناً لضيق ذات اليد.


{يعتذرون إليكم} بالأباطيل {إذا رجعتم إليهم} من هذه الغزوة {قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم} لن نصدِّقكم {قد نبأنا الله من أخباركم} قد أخبرنا الله بسرائركم وما تخفي صدوركم {وسيرى الله عملكم ورسوله} فيما تستأنفون، تبتم من النِّفاق أم أقمتم عليه {ثمَّ تردون إلى عالم الغيب والشهادة} إلى مَنْ يعلم ما غاب عنّا من ضمائركم {فينبئكم بما كنتم تعملون} فيخبركم بما كنتم تكتمون وتسرون.
{سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم} إذا رجعتم {إليهم} من تبوك أنَّهم ما قدروا على الخروج {لتعرضوا عنهم} إعراض الصَّفح {فأعرضوا عنهم} اتركوا كلامهم وسلامهم {إنهم رجس} إنَّ عملهم قبيحٌ من عمل الشَّيطان.


ثمَّ نزل في أعاريب أسدٍ وغطفان: {الأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً} من أهل المدر، لأنَّهم أجفى وأقسى {وأجدر} وأولى وأحقُّ {ألا يعلموا حدود ما أنزل الله} من الحلال والحرام.
{ومن الأعراب مَنْ يتخذ ما ينفق مغرماً} لأنَّه لا يرجو له ثواباً {ويتربَّص بكم الدوائر} وينتظر أن ينقلب الأمر عليكم بموت الرَّسول عليه السَّلام {عليهم دائرة السوء} عليهم يدور البلاء والخزي، فلا يرون في محمد ودينه إلاَّ ما يسوءهم، ثمَّ نزل في مَنْ أسلم منهم: {ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله} يتقرَّب بذلك إلى الله عزَّ وجلَّ {وصلوات الرسول} يعني: دعاءه بالخير والبركة، والمعنى: أنَّه يتقرَّب بصدقته ودعاء الرَّسول إلى الله {ألاَ إنّها قربة لهم} أَيْ: نورٌ ومكرمةٌ عند الله.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11